روكب اليوم
23/6/2025–|آخر تحديث: 19:31 (توقيت مكة)
ربما أشعلت احتفالات جماهير الفرق العربية وأميركا الجنوبية الأجواء في كأس العالم للأندية لكرة القدم، ولسوء حظ الولايات المتحدة المضيفة للبطولة فإن تلك الأجواء الاحتفالية لم تجتح جميع أنحاء البلاد، حيث تقام بعض المباريات بحضور جماهير قليلة للغاية.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يأمل في أن تؤدي النسخة الموسعة من البطولة التي تضم العديد من أفضل الأندية في العالم إلى زيادة الحماس تجاه كرة القدم في بلد كانت الآراء فيه تجاه اللعبة الشعبية الأولى في العالم متناقضة، وذلك في ظل استعداد أميركا لاستضافة كأس العالم 2026 بالاشتراك مع كندا والمكسيك.
ومع بيع نحو 1.5 مليون تذكرة بعد أيام فقط من انطلاق البطولة، لا تزال هناك فجوة كبيرة بين عدد الجماهير في الملاعب المضيفة للبطولة.
في مباراتين فقط، استحوذت جماهير بوكا جونيورز الأرجنتيني على ملعب هارد روك، وحولته إلى ملعب بومبونيرا الخاص بفريقها، لتملأه بشغف لا مثيل له في كأس العالم للأندية.
وشكل مشجعو بوكا غالبية الجماهير التي حضرت المباراة ضد بنفيكا وبلغ عددها 55 ألفا 574 متفرجا، وكان الأمر مشابها في المباراة التي فاز فيها بايرن ميونخ 2-1 على الفريق الأرجنتيني يوم الجمعة الماضي وحضرها 63 ألفا 587 مشجعا.
وقال فينسن كومباني مدرب بايرن بعد مباراة بوكا “كانت مسيرتي (كلاعب) طويلة، وشاهدت خلالها كثيرا. إلا أن هناك أوقاتا أريد أن أعود فيها لاعبا بعض الوقت، وكانت الليلة واحدة من تلك الأوقات”.
وأضاف “إنهم (جماهير بوكا جونيورز) مميزون. كان الجمهور متحمسا بأفضل طريقة ممكنة. هذا ما أحبه في كرة القدم. كثير من المشجعين سيدفعون المال لمشاهدة ذلك”.
إن الأجواء التي صنعها مشجعو بوكا إلى جانب حضور نجم إنتر ميامي ليونيل ميسي في المباراة الافتتاحية للبطولة وزيارة ريال مدريد، جعلت من ملعب هارد روك بمثابة عاصمة كرة القدم في أميركا بمتوسط حضور جماهيري بلغ 60 ألفا 626 متفرجا.
تبلغ سعة ملعب هارد روك، الذي استضاف مباراة السوبر بول (نهائي دوري كرة القدم الأميركية) ست مرات، نحو 66 ألف متفرج.
ومع تحقيق بوتافوجو فوزا مفاجئا 1-صفر على باريس سان جيرمان الفائز بدوري أبطال أوروبا، وانتصار فلامنغو 3-1 على تشلسي فإن الأسبوع الأول، كان جيدا للأندية البرازيلية في البطولة التي توسعت إلى 32 فريقا بعدما كانت تضم سبعة فرق فقط.
وقال مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا للصحفيين “أحب عندما أرى بوتافوجو وكل الفرق البرازيلية والفرق الأرجنتينية وكيف يحتفلون وكيف يكونون معا، أحبهم”.
وأضاف “أحب كيف أن جميع المباريات متقاربة، باستثناء مباراة أو اثنتين، الناس يتفاجؤون بخسارة الفرق الأوروبية، لكن مرحبا بكم في العالم الحقيقي. مرحبا بكم في العالم الحقيقي يا أصدقائي”.
وليس من المفاجئ، أن يشهد هذا الملعب الضخم بعض النتائج المذهلة، بعد فوز بايرن ميونخ بطل الدوري الألماني على أوكلاند سيتي المكون من لاعبين هواة بـ 10-صفر في مباراته الافتتاحية.
جماهير الفرق العربية
ورغم تراجع نتائج الفرق العربية في كأس العالم للأندية 2025، إلا أن جماهيرها سجلت حضورا كبيرا في الملاعب، بداية من الأهلي المصري إلى الوداد المغربي والعين الإماراتي والترجي التونسي، إلى الهلال السعودي الذي لم يتوقف مشجعوه عن التشجيع طوال مباراتيه ضد ريال مدريد وسالزبورغ.
“أجواء غريبة”
بينما لم تواجه بعض المدن المضيفة، أي مشكلة في الحضور الجماهيري، بما فيها لوس أنجلوس، التي استقبلت 80 ألفا 619 شخصا في ملعب روز بول لحضور مباراة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد، عانت مدن أخرى.
وانطلقت مباراة أولسان ضد ماميلودي صن داونز في الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي في أورلاندو أمام 3412 مشجعا في ملعب إنتر آند كو الذي يتسع لأكثر من 25 ألف متفرج، بينما لم يحضر مباراة الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي في سينسيناتي يوم الأربعاء بين باتشوكا وسالزبورغ سوى 5282 متفرجا في ملعب تي كيو إل، الذي يبلغ عدد مقاعده 26 ألف مقعد.
وقال إنزو ماريسكا مدرب تشلسي الإنجليزي للصحفيين بعد فوزه فريقه 2-صفر على لوس أنجلوس إف سي أمام أكثر بقليل من 22 ألف مشجع في ملعب مرسيدس بنز في أتلانتا الذي يتسع لأكثر من 70 ألف متفرج “كانت الأجواء غريبة بعض الشيء”.
ويواجه المنظمون تحديا كبيرا يتمثل في ملء المدرجات في الملاعب الضخمة التي غالبا ما تستخدم في الرياضة التي تمثل إدمانا للشعب الأميركي، كرة القدم الأميركية، مع إقامة أربع مباريات في اليوم الواحد في دور المجموعات.
وبينما تكثر الملاعب الصغيرة المخصصة لكرة القدم في الولايات المتحدة، فإن كأس العالم للأندية تمنح المنظمين فرصة لاختبار بعض الملاعب التي يتوقع فيفا أن تمتلئ عن آخرها في كأس العالم 2026.
وإذا كان فيفا يأمل في أن يقتنص السكان المحليون تذاكر لمشاهدة بطولة كرة قدم عالمية المستوى تقام مبارياتها أمام منازلهم، فإن الأدلة تشير إلى أن المشجعين القادمين من الخارج هم من سيتدافعون للحصول على مقاعد لمشاهدة كأس العالم العام المقبل وليس الأميركيين.