كتب / أ د . خالد سالم باوزير
الجمعة 17 يناير 2024
تصريحات صالح العمقي الأمين العام للمجلس المحلي في حضرموت المنتهية مدته القانونية بقي منها تقريبا مائة ساعة ، وهي الفترة التي حدد فيها مدة انتهاء الوقود الكافي لتشغيل محطات توليد الكهرباء في حضرموت ..
صعق المواطن الحضرمي بمختلف فئاته من هذا التصريح غير المسؤول من مسؤول يعد نفسه الرجل الثاني في المحافظة حضرموت ، وأول سؤال يتبادر إلى الذهن : لماذا هذا التصريح؟ هذا فعل سياسي مستعجل وغير مدروس أربك الخضارم ورفع درجة إحباطهم وتذمرهم لأنه يأتي في وقت يعانون فيه من انهيار الخدمات و التردي الاقتصادي المخيف وانخفاض قيمة العملة اليمنية مقابل العملات الأجنبية التي ترتبط بحياة كل فئات الشعب ، باستثناء من
يجلسون على مقاعد السلطة والأحزاب المقربة منها ، اللذين يتمتعون برواتب كبيرة ويحصلون على امتيازات ضخمة وأموال أخري بالعملة الأجنبية .
وفي هذا المقام يثار كذلك سؤال آخر مفاده لماذا العمقي أتى تصريحه بعد يوم واحد فقط من اجتماع المجلس الرئاسي ، والذي فيه تراجع فيه عن كل ما وعد به قبل أسبوع في مصفوفته لتطبيع الحياة في حضر موت .
أعتقد أن هذا التصريح صدر من العمقي لنية سيئة منه ضد حلف حضرموت ، يريد به إثارة الراي العام الحضرمي ضدهم ، لكن انقلب السحر على صاحبه ، فلقد وقع في تناقض رهيب في التصريحات بينه وبين من هو أعلى منه في السلطة المحلية ، يبدو أنه نسي ، أما نحن فذاكرتنا ليست مثقوبة، خاصة فيما يتعلق بالتكاليف اليومية لشراء المحروقات للمحطات المنتجة للطاقة الكهربائية .
نستغرب تماما من توقيت هذه التصريحات التي تزامنت مع محاولة مجلس الرئاسة التملص من بيانه الخاص بمصفوفة تطبيع الحياة في حضرموت والذي استبشر الناس في حضرموت بها خيرا ثم تراجع عنها 180 درجة ، رغم أن الحلف أعلن ترحيبه بتلك المصفوفة في بيانه المنشور بعد اجتماع قيادات الحلف والمكونات السياسية في الهضبة بقيادة المقدم عمرو بن علي بن حبر يش.
إن تصريح صالح العمقي هدفه واضح ولا يخفى على أحد ، لقد تم الإيعاز له ليقول ما قاله ، وفي ثنايا تصريحه اتهام مبطن لحلف حضرموت ، بأنه سيكون هو المتسبب عن انقطاع التيار نهائيا خلال 120ساعة كما قالها العمقي .
ناسف لصدور مثل هذه التصريحات ونعتبرها غير مسؤولة ، ولن تخفف من الاحتقان الشعبي ودرجة معاناتهم ، ولن يساعد في تحسين الحالة التي يمر بها الحضارم من صعوبة في توفير لقمة العيش النظيفة لأسرهم ، التي تأتي مع قلة الأعمال وتراجع الاستثمارات في حضرموت التي كان يرجى منها أن تساعد على تحسن أحوال الناس المعيشية وتوفير فرص عمل جديدة .
ياصالح حضرموت محافظة غنية حباها الله بموارد وثروات لا تتوفر عند بقية المحافظات ، لكننا ابتلينا بقيادات اقتصادية وإدارية فاشلة ليس لديها القدرة على الإدارة الرشيدة لتوفير الموارد من شتى صنوف الانشطة الاقتصادية ، والسبب في ذلك هو الفساد المستشري ، وتجمد عقول من هم في السلطة وعجزهم عن تحريك عجلة الاقتصاد بعيدا عن مركزية الدولة التي تسببت في نهب الثروة وتحويلها الى المركز وتجاهل أهل الأرض ملاك الثروة الحقيقيين .
لقد سقطت ياعمقي في أول اختبار لك أمام الحضارم للأسف الشديد ، هذا السقوط ستترتب عليه نتائج سلبية ، لقد أغضبت الكثير منا وستكون لتصريحاتك ارتدادت سلبية عليك .
