هل يعود شبح التضخم إلى أميركا بعد «ضربة إيران»؟ : روكب اليوم الاقتصادية


روكب اليوم
2025-06-22 20:23:00

1672151

يواجه الاقتصاد الأميركي تهديداً جديداً بعودة التضخم إلى الواجهة، بعد أن شنت الولايات المتحدة ضربات استهدفت ثلاث منشآت نووية في إيران، في خطوة أثارت مخاوف من ارتفاع حاد في أسعار النفط والغاز.

ويرجّح خبراء أن تشهد أسعار الطاقة ارتفاعاً شبه مؤكد، ويبقى السؤال الأساسي: إلى متى سيستمر هذا الارتفاع في أسعار الوقود الأحفوري؟


googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1738926244764-0’); });

ووفقاً لتقديرات خبراء الطاقة، من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط بنحو 5 دولارات للبرميل مع افتتاح الأسواق يوم الأحد، وقال آندي ليبو، رئيس شركة «Lipow Oil Associates» المتخصصة في استشارات الطاقة: «نتوقع أن يفتتح السوق على سعر 80 دولاراً للبرميل»، وتجدر الإشارة إلى أن النفط الأميركي لم يغلق فوق هذا المستوى منذ يناير، وكان يتراوح في الغالب بين 60 و75 دولاراً للبرميل منذ أغسطس 2024.

وقد ساعدت أسعار النفط المستقرة نسبياً خلال الشهور الماضية على خفض أسعار البنزين في العديد من المناطق الأميركية إلى أقل من 3 دولارات للغالون، ما شكّل متنفساً للمستهلكين في ظل ضغوط التضخم المتواصلة.


googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-1739447063276-0’); });

لكن لا توجد ضمانات بأن تستمر هذه القفزة في أسعار النفط لفترة طويلة، فبعد الهجوم المفاجئ الذي شنته إسرائيل في 13 يونيو، ارتفعت الأسعار بنحو 10%، لكنها عادت للانخفاض يوم الجمعة الماضي عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهلة مدتها أسبوعان قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن توجيه ضربة جديدة لإيران.

وقال جو بروسويلاس، كبير الاقتصاديين في شركة RSM للمحاسبة: «لا يجب الافتراض بأن ارتفاع أسعار النفط يعني بقاءها مرتفعة، هذا لا يحدث دائماً».

ويعتمد مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة على موقف البرلمان الإيراني، وما إذا كان سيقرر إغلاق مضيق هرمز، الممر البحري الحيوي الذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية.

وفي هذا السياق، صرّح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم الأحد، بأن «إيران تمتلك خيارات متعددة للرد على الهجمات الأميركية»، فيما دعا أحد مستشاري المرشد الأعلى في إيران بالفعل إلى إغلاق المضيق.

أما بوب ماكنالي، رئيس مجموعة «Rapidan Energy Group» ومستشار الطاقة السابق للرئيس جورج بوش الابن، فأوضح أن إقدام إيران على تعطيل إمدادات النفط العالمية سيؤدي إلى رد عسكري أميركي أكبر، مشيراً إلى احتمال استهداف إيران للبنية التحتية لمعالجة وتصدير النفط والغاز في الخليج.

وقال ماكنالي: «من الممكن أن ترى إيران أن السبيل الوحيد لردع ترامب هو إثارة الخوف من ارتفاع كبير في أسعار النفط، عليها أن تخلق هذا الخوف فعلياً».

من جانبه، دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال ظهوره على قناة فوكس نيوز، الصين إلى التدخل لمنع إيران من إغلاق مضيق هرمز، محذراً من أن هذا القرار سيؤثر على الاقتصادات العالمية أكثر من الاقتصاد الأميركي، وأشار إلى أن الصين تشتري ثلث صادرات النفط القادمة من الخليج، بينما لا تتجاوز حصة الولايات المتحدة 3%.

وقال روبيو: «أشجع الحكومة الصينية على التواصل مع إيران بشأن هذا الأمر، لأنها تعتمد بشكل كبير على مضيق هرمز في تأمين احتياجاتها النفطية».

وفي الأثناء، قد يشعر الأميركيون بتداعيات الأزمة سريعاً عند مضخات الوقود، حيث أوضح باتريك دي هان، نائب رئيس تحليل المنتجات البترولية في منصة GasBuddy، أن «محطات الوقود تستغرق عادةً نحو خمسة أيام لنقل تغيّرات الأسعار للمستهلكين، لكن إذا قفزت الأسعار اليوم وغداً، فقد تظهر التأثيرات خلال ساعات فقط».

ووفقاً لتقديرات ليبو، فإن أي تأثير مباشر على مضيق هرمز قد يدفع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار البنزين والديزل بنحو 75 سنتاً للغالون مقارنة بالمستويات الحالية.

وفي خضم هذا التصعيد، يرى بروسويلاس أن السياسات التجارية الأميركية إلى جانب احتمال اندلاع حرب مفتوحة مع إيران «تشير بوضوح إلى أن التضخم سيتسارع بوتيرة أعلى خلال التسعين يوماً المقبلة»، ويؤكد عدد من الاقتصاديين أن انخفاض معدلات التضخم في الربيع الماضي لا يعدو عن كونه هدوءاً يسبق عاصفة الصيف التي قد تشهد ارتفاعاً في الأسعار نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks