وجوه مظلمة: موسوعة القيادات الحوثية الإرهابية

روكب اليوم

يطرح علي الكثير من المهتمين والقراء سؤال متكرر: لماذا الكتابة عن قيادات المليشيات الحوثية وهم معروفون بصفاتهم وممارساتهم الإجرامية بحق اليمنيين وبأنهم مجرد أدوات لمشروع دخيل على اليمن؟

إجابتي الواضحة أن الكتابة عن هؤلاء ليست ترف فكري ولا محاولة لإبرازهم بما لا يستحقون وانما هي واجب توثيقي وتاريخي قبل أن تكون مقالات تحليلية أو نقدية نحن نعيش اليوم مرحلة مفصلية في تاريخ اليمن ومرحلة كهذه تحتاج إلى قلم يفضح ويوثق ويضع الحقائق أمام الناس بعيدا عن محاولات التزييف والتلميع التي دأبت عليها المليشيات الحوثية عبر أبواقها الإعلامية وخطابها الدعائي.

كما ان الكتابة عن قيادات المليشيات الحوثية تمثل جهدا مقصودا لمنع تكرار الأخطاء التي حدثت عقب ثورة 26 سبتمبر المجيدة ففي تلك الحقبة أدت الاتفاقيات السياسية إلى ترك مساحة واسعة للهاشمية السياسية كي تعيد إنتاج نفسها كأداة كامنة وتسعى من تحت الطاولة لإحياء المشروع السلالي والعنصري ومع مرور الزمن وجدنا أنفسنا أمام نسخة أكثر شراسة وتطرف من ذلك المشروع الكهنوتي متجسدة في مليشيات الحوثي الارهابية التي تحاول اليوم فرض واقع دخيل على المجتمع اليمني بدعم إيراني مباشر.

وإغفال الحديث عن هؤلاء القيادات المجرمة أو تركهم في الظل دون توثيق لجرائمهم وسيرتهم السوداء يعني فتح الباب أمام محاولات جديدة لإعادة إنتاج مشروعهم الطائفي بلباس مختلف تماما كما حدث في الماضي ولذلك فإن الكتابة عنهم ليست نقد للحاضر وانما تحصين للمستقبل حتى لا نجد الأجيال القادمة رهينة لسرديات مزيفة تحاول تصوير القتلة والمجرمين في ثوب الضحايا أو المصلحين.

واجبنا اليوم أن نضع الحقيقة كاملة أمام المجتمع وأن نوثق أسماء وأدوار وممارسات هذه القيادات الحوثية الارهابية ليبقى التاريخ شاهد على جرائمهم وليدرك اليمنيون أن المشروع السلالي قد طويت صفحته الأولى بثورة سبتمبر وصفحته الثانية آخذة بالأفول رغم كل ما يملكه الحوثي من دعم خارجي فمعركتنا ليست في جبهات القتال فقط وانما ايضا في الوعي والكتابة هنا تمثل جبهة موازية لا تقل أهمية عن ميادين المواجهة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Enable Notifications OK No thanks