مرعب الأعداء يحتضر بصمت: لماذا يُحرم صوت الجنوب الحر من حق العلاج؟

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في وطنٍ يُفترض أن يكرم المناضلين، يُترك المناضل الحقيقي ليموت بصمت، يُحاصر بالتجاهل، ويُدفع نحو النهاية وكأنه عبء ثقيل لا يُحتمل.

أنا أسعد أبو الخطاب، ناشط وحقوقي جنوبي، يعرفني من سمع صوتي يعلو في وجه الظلم، ويخشاني من عرف أن قلمي لا يجف أمام الخيانة… لم أكن يومًا طامعًا في منصب، ولم أكن تاجرًا للشعارات، بل كنت في قلب كل معركة نضال، بالكلمة، بالموقف، بالصمود.

واليوم… أين أنا؟

أنا اليوم جريح، لا من رصاصة عدو، بل من رصاص الإهمال الجنوبي… أقاوم مرضًا ينهش جسدي بصمت، فيما تُغلق في وجهي أبواب المؤسسات التي تتفاخر بتكريم كل من “صفّق” وباع، وتنسى من ضحى وبذل وأرعب أعداء القضية الحنوبية.

من الذي قرر أن يحرمني من منحة علاجية؟

من الجبان الذي يرى في صرخة مناضل خطرًا على مكتبه أو منصبه؟

هل بات الدفاع عن الجنوب تهمة؟

وهل أصبحت الكلمة الحرة سببًا للعقوبة؟

لم أتخلَّ عن وطني… فهل تخلّى عني الجميع؟

كنت في الميدان حين كان الميدان نارًا، وكتبت حين كان الحرف يؤدي بصاحبه إلى السجن والقتل، وصرخت في وجه الخونة حين اختبأ الجميع، لكن الآن، حين ضعفت قدرتي، حين احتجتُ للحد الأدنى من الإنسانية… وجدت الصمت يحيط بي من كل الجهات… ليست القضية منحة علاجية فقط، إنها قضية عدالة، قضية وفاء، قضية كرامة وطن يُفترض أنه لا يترك أبناءه وهم ينزفون في الظلال.

من الذي يستفيد من قتلي البطيء؟

هل أنا مرعب للأعداء فقط؟

أم أن هناك من في الداخل أيضًا يزعجه صوتٌ لا يعرف المداهنة؟

من يستفيد من تغييب صوت الجنوب الحر؟

من يستفيد من موتي؟

لا أطلب المستحيل. فقط أطلب حقي الطبيعي كأي جريح جنوبي: فرصة للعلاج… لا أكثر.

الجنوب الذي لا يحمي مناضليه… يفقد شرعيته:

رسالتي ليست صرخة شخصية، بل صرخة كل ناشط، كل صحفي، كل مناضل جنوبي حُوصر لأنه قال “لا”.

إذا كان هذا هو المصير الذي ينتظر من يخدم شعبه، فأي وطن نبني؟

وإذا مات صوت الجنوب الحقيقي بصمت، فماذا سيبقى؟

حفلات تكريم للمزيفين؟

ومقاعد محفوظة للمرتزقة؟

ومجالس خاوية من الكرامة؟

مرعب الأعداء يحتضر بصمت… فهل من يسمع قبل أن تُكتب النهاية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Exit mobile version
Enable Notifications OK No thanks