من العاصمة عدن إلى نيويورك: هل الأمم المتحدة تفهم حقًا ماذا يريد الجنوبيون؟

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في كل مرة يُعقد فيها اجتماع في الأمم المتحدة أو تصدر تقارير دولية عن اليمن، يبقى الجنوبيون يتساءلون: هل يفهم العالم حقًا قضيتنا؟

أم أن صوتنا يضيع بين أروقة السياسة الدولية والمصالح الإقليمية؟

ثلاثة عقود من التجاهل الدولي:
منذ الوحدة اليمنية القسرية عام 1990 م وحتى يومنا هذا، لا يزال الجنوب يعاني من التهميش، الحروب، والوعود الدولية الفارغة.
العالم كان شاهداً على الاجتياح العسكري للجنوب عام 1994م، ولكنه اكتفى بإصدار بيانات إدانة دون أي خطوات حقيقية لإنصاف الجنوبيين أو حتى الاعتراف بحقهم في تقرير المصير.

وفي 2015م، عندما حاولت قوات الحوثي وصالح اجتياح الجنوب مرة أخرى، وقف الجنوبيون ببسالة للدفاع عن أرضهم، لكن هل حصلوا على دعم سياسي حقيقي من المجتمع الدولي؟

لا، بل تم التعامل معهم كـ “جزء من الأزمة اليمنية”، بدلاً من الاعتراف بهم كطرف رئيسي له حقوق مشروعة.

هل الأمم المتحدة تدرك الحقيقة؟

الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة تتحدث دائمًا عن “السلام الشامل في اليمن”، لكنها تتجاهل حقيقة أن الجنوب لديه قضية مستقلة لا يمكن حلها ضمن إطار الحلول التقليدية التي تُفرض على اليمن ككل.

هل تعتقد الأمم المتحدة أن الجنوبيين سيقبلون بأي تسوية سياسية تُعيدهم إلى الوحدة القسرية مع الشمال؟

أم أنها لا تزال تتعامل مع الجنوب كـ “ملحق” للحكومة الشرعية أو كـ “طرف ثانوي” في المعادلة السياسية؟

الحل الحقيقي يبدأ بالاعتراف:
العالم اليوم يتحدث عن السلام، لكن أي سلام لا يُنصف الجنوبيين لن يكون إلا هدنة مؤقتة قبل انفجار جديد. المطلوب من الأمم المتحدة ليس مجرد التوسط بين الأطراف اليمنية، بل الاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره، ودعم استفتاء شعبي ليقرر الجنوبيون مستقبلهم بأنفسهم، كما حدث في العديد من الدول التي استقلت عبر استفتاءات دولية معترف بها.

رسالتنا من العاصمة عدن إلى نيويورك:
إلى كل من يجلس في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك ويناقش مستقبل اليمن دون الاستماع الحقيقي للجنوبيين: نحن لسنا ورقة تفاوض، ولسنا مجرد “جزء من الحل الشامل”، نحن شعب له حق تقرير مصيره، ولن نقبل بأي حل لا يعترف بذلك.

العالم يجب أن يفهم أن تجاهل قضية الجنوب لن يؤدي إلى استقرار اليمن، بل سيؤدي إلى استمرار الفوضى والانفجار القادم.

فهل ستفهم الأمم المتحدة هذه الحقيقة قبل فوات الأوان؟

الجنوب بين خيارين: الاعتراف أو الصراع… ونحن مستعدون!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Exit mobile version
Enable Notifications OK No thanks