روكب اليوم
وذكرت صحيفة ليبراسيون التي أعدت تقريرا عن الموضوع أن القائمة ضمت قسم المراجعة والتصحيح بأكمله (18 وظيفة)، موضحة أن الإدارة، بقيادة المدير إتيان جيرنيل، تسعى لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل MerciApp وArc XP، للمساعدة في التحرير واستبدال الأدوار التقليدية مثل المدققين والمحررين.
ويأتي هذا التحرك، إلى حد كبير، نتيجة الانخفاض الحاد في مبيعات المجلة، حيث فقدت ربع قرائها على مدى العقد الماضي، فكان حجم مبيعاتها 384 ألف نسخة في عام 2014 ولم يتجاوز 286 ألف نسخة في عام 2024، بينما تقلصت قاعدة المشتركين إلى النصف (135 ألف مشترك).
لكن الموظفين، وخاصة العاملين في قسم المراجعة، أعربوا عن شكوكهم العميقة في قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة عملهم الدقيق، الذي لا يقتصر على تصحيح القواعد النحوية والإملائية فحسب، بل يشمل أيضا التحقق من المعلومات، وتحسين الأسلوب، وضمان توافق المادة مع الخط التحريري للمجلة والتأكد من ملاءمة المحتوى وجودته.
كما سلطوا الضوء على “عين القارئ” البشرية القادرة على اكتشاف الغموض والتناقضات والأخطاء الدقيقة التي قد يغفلها الذكاء الاصطناعي.
لكن مدير لوبوان إتيان جيرنيل برر هذه التغييرات بالقول إن خدمة المراجعة المستقلة عفى عليها الزمن، وإنه يخطط للانتقال إلى نظام “المحرر-المُراجع”، الشائع في الصحافة الفرنسية، مُعززا بطبقتين من “التحقق”، تتضمن الأولى أدوات رقمية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، التي ستبقى دائما تحت الإشراف البشري، أما الثانية، فتتمثل في إنشاء 3 مناصب “محرر مشرف” للمساعدة في استخدام الذكاء الاصطناعي والحفاظ على قواعد التحرير.
وتسعى المجلة إلى مقاربة ترمي إلى “الارتقاء بالمستوى” وهي مستوحاة من مجلة “ذي أتلانتيك” وتقوم على العمل على توفير تقارير مميزة واستخدام تصميم أكثر انسيابية، لكن هذا الطموح يبدو متناقضا مع تقليص عدد الموظفين وصعود الذكاء الاصطناعي، وفقا لليبراسيون.
كما تُعول الإدارة على الفعاليات والألعاب التفاعلية وزيادة سعر النسخة (من 3.80 يوروهات إلى 6.90 يوروهات خلال 10 سنوات).
ويرى اتحاد العمال الفرنسي في هذه الخطة هجوما على الموظفين المنضوين في نقابات عمالية، كما أن ليبراسيون ترى في قضية “لوبوان” سابقة في فرنسا يُذكر فيها لأول مرة الذكاء الاصطناعي بوضوح في خطة لتسريح العمال، وهو ما يبرز التحدي الذي تمثله محاولة الاستفادة من الابتكار التكنولوجي وفي الوقت ذاته الحفاظ على المهارات البشرية.