يحيى محمد صالح: العلمانية هي الحل الوحيد لوجود دولة حقيقية في اليمن


روكب اليوم
2025-06-27 17:22:00

أكد العميد يحيى محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، أن الوحدة اليمنية “منجز تاريخي باقٍ إلى أبد الآبدين”، مشيرًا إلى أن كافة أبناء اليمن والقوى الوطنية ناضلوا من أجل تحقيقها، وأن الكثير ممن طالبوا بالانفصال في فترات سابقة عادوا اليوم إلى الإيمان بالوحدة بعدما أدركوا أنها السبيل الوحيد لإنقاذ البلاد من أزماتها المتراكمة.

وفي حوار صريح أجراه الإعلامي محمود العتمي ضمن برنامج بودكاست، شدد يحيى محمد صالح على أن بعض الأطراف السياسية – في إشارة ضمنية إلى علي سالم البيض ورفاقه – حاولت ابتزاز باقي المكونات عبر الزعم بأنها صاحبة الفضل الوحيد في تحقيق الوحدة، وهي ادعاءات قال إنها تسببت لاحقًا في تقويض الثقة الوطنية.

ما بعد 2011: انقلاب لا ثورة

وفي تعليقه على أحداث عام 2011، وصف يحيى محمد صالح ما جرى بأنه “لم يكن ثورة بل انقلاب مسلح ضد الدولة”، مؤكدًا أن تلك الأحداث أسقطت مؤسسات الدولة ودفعت اليمن نحو الفوضى، مشيرًا إلى أن المؤسسة العسكرية آنذاك لم تحافظ على تماسكها، بل تم “طعنها من الظهر” – بحسب تعبيره – من قبل اللواء علي محسن الأحمر، الذي قال إنه كان متورطًا في عمليات قتل المتظاهرين في جمعة الكرامة.

واتهم يحيى صالح أحزاب اللقاء المشترك آنذاك بأنها لم تكن تبحث عن أي مخرج سياسي، بل كانت ترفع سقف المطالب “حتى طارت الدولة من الجميع”.

تفجير مسجد الرئاسة: جريمة إرهابية مدبّرة

وكشف يحيى صالح، للمرة الأولى بهذه الصراحة، تفاصيل خطيرة حول تفجير مسجد دار الرئاسة في 3 يونيو 2011، مؤكدًا أنه كان عملاً “إرهابيًا صرفًا” بحسب تصنيف مجلس الأمن، وأن الهدف منه لم يكن اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح ومرافقيه فحسب، بل كان يهدف إلى “إسقاط الدولة بكل رموزها وشرعيتها”.

وأضاف: “كنا في الأمن المركزي، وفوجئت بالانفجار.. هرعت إلى المستشفى ووجدت الرئيس صالح والقيادات جميعهم في حالة حرجة، وأصدرت توجيهًا بتسليح القوات استعدادًا لأي طارئ، لكن الرئيس صالح بنفسه أمر بعدم التصعيد ووقف أي رد فعل عسكري”.

واتهم يحيى صالح بشكل صريح كلاً من حميد الأحمر وعلي محسن الأحمر بالضلوع في هذه الجريمة، قائلاً: “جميع من خطط وموّل ونفذ معروفون لدينا، وهناك عدد من المتهمين أُلقي القبض عليهم، لكن جماعة الحوثي أطلقت سراح بعضهم لاحقًا”.

وفي تلميح إلى أن القضية لا تزال مفتوحة، تساءل صالح: “أين هم من تم القبض عليهم؟ وما مصيرهم؟”، لافتًا إلى أن الشيخ حسن أبكر يعلم الحقيقة كاملة.

موقفه من الحوثيين

وعن موقفه من جماعة الحوثي، قال يحيى محمد صالح: “نظام علي عبدالله صالح هو أول من خاض حربًا ضد الحوثيين، وبالتالي أنا شخصيًا كنت وما زلت ضدهم منذ اللحظة الأولى”، مؤكدًا أن المشروع الحوثي لا يمثل الدولة ولا يعبّر عن تطلعات اليمنيين.

العلمانية كخيار للدولة المدنية

في طرح سياسي غير مألوف في المشهد اليمني، دعا يحيى محمد صالح إلى دولة علمانية مدنية، مؤكدًا أنها “الحل الأمثل لحكم اليمن”، لأنها – على حد تعبيره – “تُحيّد التيارات الدينية والسياسية وتُعلي من مصلحة الوطن والمواطن فوق كل الاعتبارات”.

وقال: “لا يمكن لأي تيار ديني أن يحكم اليمن، لأن كل تيار يعتقد أنه الصواب وغيره على باطل، وهذا ما يقودنا إلى صراع لا ينتهي. نحتاج إلى صيغة حكم علمانية تناسب اليمن وظروفه، وتمنح الجميع حقوقًا متساوية في ظل دولة قانون ومؤسسات”.

استعادة اليمن أولوية قبل الحديث عن شكل الدولة

وفي ختام حديثه، أكد يحيى محمد صالح أن الأولوية اليوم ليست في تحديد شكل الدولة القادم، بل في “استعادة اليمن من يد الحوثي أولًا”، قائلاً: “لا معنى لأي نقاش سياسي حول النظام والدستور ونحن لا نملك أرضنا ولا سيادتنا. استعادة الدولة أولًا، ثم نناقش بعدها كل التفاصيل”.

جواز سفر فلسطيني من عرفات

وكشف يحيى صالح عن امتلاكه جواز سفر فلسطيني، منحه إياه الزعيم الراحل ياسر عرفات، تعبيرًا عن العلاقة التاريخية الوثيقة بين الشعبين اليمني والفلسطيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
Exit mobile version
Enable Notifications OK No thanks